الرئيسية » , , , , » الدولة بالعرائش بيئة حاضنة للفساد:هل لازال للسياسة مذاق..؟

الدولة بالعرائش بيئة حاضنة للفساد:هل لازال للسياسة مذاق..؟


العرائش تيفي:

هل لازال للسياسة مذاق..؟



بقلم :عبدالقادر العفسي
    هل يستطيع "سالفادور دالي" رائد السريالية أن يفهم أو يشرح اللوحة السياسية الحالية بالمغرب..؟ بين حزب أغلبي مكلف بتشكيل الحكومة ولا يصوت على رئيس البرلمان ، وبين رئيس برلمان لم تنتجه لا أغلبية واضحة و لا معارضة واضحة...؟ فهذا المشهد  السريالي يقدم للمغاربة صورة حقيقية عن ضمير السياسيين  المسخ الذي وصل إلى هذا الحد من المساومة على مصير هذا الشعب وهو في أحلك الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وما تمر به البلاد من تجاذبات  إقليمية،  ومن تناقضات القوى المتصارعة والفوضى الدائرة ...

    قد يتنادى للبعض أن هذه العملية الجراحية المتباسطة  للواقع هي دعوة للإحباط وشعارات اليأس ، لكنها دعوة للتقطير وتدوير المياه الآسنة  للوقوف مع الذات ، بالفعل  أن هناك أقلية من المواطنين اكتسب وعيا ولم يعد تخدعه مسلكيات هؤلاء الساسة ، ولكن هناك أكثرية توفّر بيئة حاضنة للتخلف والفشل بفعل عوامل متتالية . 
  
  فلا يمكن ل"الحبيب الماليكي" إلاّ أن يشكر "الإتحاد الإفريقي" أمام كل هذا الكشكول و هذا "البناتشي" ليبرز "حزب الإستقلال" ويعلن إنسحابه من التصويت، إذن فمتاهات الحكومة المقبلة لن تنتهي حتى وإن تم تشكيلها ، ليظهر بوضوح أنّ بعض الأصوات التي تطالب بحل البرلمان والحكومة و المجالس "اللاّهطة" لأموال الدولة ، في رغبة جامحة منها لبناء  أسس دولة حديثة بدون هذه الحماقة ، ومن هنا فان المستقبل لن يكون آمناً إلا بتواري هذه النخبة  التي لها  نفس  النمط الفكري الذي أثبتت فى كل مأزق و فى كل إمتحان إضمحلال فهمها و فشلها فى إدراك الواقع و التعامل معه أولاً،  ومن ثم التهيئة لانتخابات جديدة  في أجواء آمنة كي يتم التأسيس  لدولة مدنية إنسانية  طالما انتظرها المغاربة،  فلا يُعقل أن يصوم و يصطبر المغاربة حيناً من الدهر ليفطروا ببصلة...؟

    و بهذا المعنى ليست هذه  دعوة عدمية بل مصدقيتها وتأسيسها أمام بشاعة اللوحة السياسية المعروضة على الشعب ، التي خربشت فيها كل الأصابع وحتى المثل الدارج المغربي يقول :"كثرة الصْبْعين كيوسع..."

ف هل يبعث الله لنا "سالفادور دالي" ؟ ليفك طلاسم هذا العهر السياسي،  ويزيح  الستار عن مخارج حقيقية لتدبير الحكامة في كل مستوياتها بعيدا عن هذه النخبة الحالية التي أضرت بالوطن ببثها الأفكار و المفاهيم الخاطئة التى نجح بعضها التغلغل فى وعي المواطن بشكل خطير  والمترهلة و المتخمة بالريع  و المتعطشة للنُفوذ على حساب الشعب والوطن التي أضحت كسلاسل ثقيلة في أرجل "رئيس الدولة "، لأنها لا تستطيع مواكبة دينامكية "الملك" ولا مبادراته ، وكأن لسان حالها يقول بالشعب والملك:

"..إذهبا أنتما وربكم فقاتلا فنحن هنا قاعدون.."

http://larachetv.com/news312.html

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا