للمعاناة معنى …فقدان الأطراف
بقلم: عبدالقادر العفسي
يُقال :
“.. ينعدم الالم حينما يتساوى الذهب و الحجر ..” أي عندما تخمد و تأفل لهيب
التعلق بالكمال المطلق ، حينها يحقق الانسان توازنه الداخلي ، كل هذه
الكلمات الآتية لا يمكن أن يستوعبها أحد ، إلاّ من فقد أحد أطراف جسده :
زمن يمضي
بسرعة بطيئة تختلط بهواجس نفسية و سلوكية، إنه إحساس بالقلق و الخوف و
النظرات الجارحة للغير تكون مؤلمة و غاضبة تصحبها مؤثرات اخرى تسببها حالة
من الخواء ، لا تستطيع أن تكون عاديا ، يتساءل المرء عن العدالة الالهية ،
يُطارح ذاته لماذا هو ؟ أين النسيم .. تصبح فيها المعاناة لها معنى لها
مصادر متعددة متساوية بين الذات و الذهن بين اللاجدوى و العبث و عوالم
الضياع و اخرى الراغبة في الحياة تنشد له الحقيقية و تحقيق الكمال في درجات الإنسانية دون التمرد و النقمة ، بالمقابل يريد فيها أن يلعب و يتشاجر مع
الاقران..هو عاجز بأن يخبر أحدهم أنه يُحب لخوفه من مبدأ السببية ، تطرح
ذاته أرضا ، فهو يعشق في صمت ، كل شيء من إنسانيته معطل الى حين …أخر حصده
المرض لم يكن يتصوره .. فقد شيء ثمين … يُفكر جيدا ثم يدرك واقع الإنسانية
المعذبة فتنمحي لديه الإدراك بالذات و المها ، يبحث فيها عن طريقة الغوص في
منشئ هذا الألم و المعاناة للتقليل من درجتها في العودة الى الطبيعة و
مقاومة الحرمان ..
(س. م) :
كنت ادرس في مرحلة السابع من التعليم الثانوي الإعدادي ، انقطعت عن التعليم
أزيد من سنة و ثلاثة أشهر نتيجة ذراعي المفقودة… في الحقيقية أتعامل مع
الامر عادي _ و هو يبتسم بابتسامة بها الم و توجس _ قضيت مدة طويلة
بالمستشفى و عيناه البريئة تمتلئ بدموع الحسرة …
طلبي أريد
أن أكمل دراستي التعليمية دون الم في الذهن دون ألإحساس بنظرات الآخرين
الدونية ، لذالك أنا هنا في العرائش بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
(ح. ك) :
اقطن ب …احدى جماعات اقليم العرائش ، لا زلت اتابع تعليمي في مرحلة
الباكالوريا ، فاقد لأحد الاطراف و هي ذراعي رغم أني اعاني من حساسيات
نفسية لهذا الامر لكني امارس نشاطاتي اليومية بشكل عادي … و بالرغم من كل
شيء يظل الانسان في حاجة الى طبيعته و طرفه المفقود… الاهم أني هنا و أبحث
عن التقليل من درجات الالم المتعددة .
(م .م) :
انا من العرائش ، حالتي هي الاصابة بمرض السكري ، حيث انتفخ رجلي و تفجر
فاضطروا لبترها في المستشفى المركزي بالسويسي في الرباط خلال هذه السنة أي
مند 11 شهرا ، بالرغم من مراقبتي لمرض السكري … أنه قضاء الله و قدره…
بالفعل أن
التجارب الأكثر إيلاما هي تجارب الاحساس بالمرض و فقدان احدى الأطراف يعد
أكثرها قسوة ، لذالك فاللجنة ألإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية
بالعرائش تولت هذه المهمة في العديد من المناطق بالإقليم مند مدة للمساعدة
لمن فقد أحد أطرافه أو جزء منها أو لسبب خلقي … عبر تقديم ” أطراف صناعية
بديلة ” و غيرها بصرف النظر عن التحديات المطروحة من غياب احصائيات رسمية و
عدم فاعلية المجتمع المدني في مثل هكذا مبادرات.
و عبر
السيد ” محمد الميلاحي ” رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة العرائش في لقاء
مع بعض المستفيدين بعين المؤسسة على أن : “خطورة فقدان احدى الأطراف وصلت
الى حد الانقطاع عن الدراسة و قمنا بعملية سابقة وهي مستمرة انطلقت مند مدة
في اقتناء هذه ” الأطراف الاصطناعية ” و مثيلتها كمحاولة للاندماج في
الحياة الاجتماعية ، باعتباره عمل انساني و يقع ضمن التوجهات العليا
المبرمجة …و هذه العملية مستمرة و الأبواب مفتوحة “.
و أشار
كذالك نفس المسؤول : ” أن هذه الأسس السامية كونها تخدم الإنسان و تترجم
تلقائيا أهداف المساعي من توجهات صاحب الجلالة و تراعي تخاطب أهداف
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و احتياجات المواطنين..” و أضاف : ” أنّ
المتابعة الفعلية لعامل صاحب الجلالة بإقليم العرائش السيد “مصطفى النوحي ”
تعد محفزا حقيقيا للمضي قدما في هذه المساعي الإنسانية النبيلة “.
0 comments:
إرسال تعليق