الرئيسية » , , , , » هل الملك دشن قطار فائق السرعة أم هو اعلان عن اقلاع الدولة بمواصفات محددة ..؟بقلم:عبد القادر العفسي

هل الملك دشن قطار فائق السرعة أم هو اعلان عن اقلاع الدولة بمواصفات محددة ..؟بقلم:عبد القادر العفسي

بقلم:عبد القادر العفسي

مقدمة لابد منها :

واهم كل الوهم من يعتقد أن الملك محمد السادس قد دشن قطار فائق السرعة ( البراق) دون إشارات دالة ، دون حقائق و رسائل عن وطن جديد بمواصفات جديدة مركزها العملي القطع بخيارات حاسمة والسرعة في التنفيذ، و ما يعطي شرعية هذه الإحالة هو اللجوء  و استخلاص درر الخطابات الملكية بتعدد نقدها و أفقها الرحب للنخب السياسية و لأطر الدولة مع التوجيهات للفاعل الاقتصادي و المدني… حيث تميزت جلها بوحدة الموضوع و الاعتزاز بالهوية الوطنية التي تعد مصدر التلاحم العضوي و القوة و التقدم.

نهاية المشاريع الاجرامية و بداية محطة  أخرى :

لا جدال بان الإشارات موجهة إلى الفاعلين بالوطن، أي أنها معركة الحسم في التقدم ليست فقط الارتكان إلى الحلقات المفتوحة مع الخارج، و إنما كذالك هي معركة داخلية في الإعداد لأجرأة التوجهات السابقة، طالما أن العلاقة الراهنة بين القيادة السياسية العليا و الشعب قائمة غلى صورة مشرقة وأمال متبادلة و عوامل نفسية متطلعة للمستقبل مقترنة بمعركة طاحنة نظيفة وفق القانون لتحرير الإنسان المغربي من الظلم و الفساد لإطلاق مواهبه في الإنتاج و العطاء و الإبداع  و أداء رسالته الإنسانية، و لا أضن أن ساستنا الأشاوس و مسئولي الدولة بوعي للإشارة القادمة من فوق، ففي هذه اللحظات المصيرية لا زالت نفس المسلكيات و أساليب تغييب الدولة و القانون أمام الرأي العام من طرف هؤلاء الفاعلين مستمرة بثقة اكثر من ذي قبل، إذ مادا يعني إطلاق الدبابير المدربة لنهب مالية الدولة و تحفزها على كل مبادرة ملكية نبيلة  دون اثر على الواقع مع إلغاء الوطن ..؟ وماذا يعني كل هذا الاستخفاف بالانتماء للوطن في ظل وجود معظم المسؤولين متورطين في تدمير كيان الدولة دون محاسبة ..؟
وقبل الإجابة عن هذه النقاط الحيوية  تجنبا للتضليل من هؤلاء الدبابير، يجب التوضيح بأن التاريخ لا يتحرك بالاقتصاد فواقع الحال كما تقدم سلفا يتحرك بالمكونات الحضارية الإنسانية، بمعنى كان لابد قبل أن تخطو الجهات العليا الى معركة ” الحسم النهائي ” على مستوى الداخل عمدت  الإعداد لتلك المكونات و الهوية الوطنية الجامعة، لأن هذه المعركة تتطلب الالتفاف و الاستجابة لهذه الدعوة التي تعد انعطافه في التاريخ المغربي و في مجرى الصراع مع ناهبي ثروات البلد و مقدراتها، حيث اضحوا يشكلون عائق مكبلا في أرجل الدولة و مهددين مباشرين  للاستقرار و الاستمرارية …
و من هنا تأتي الرمزية من اعلى، تعلن أنه قد نضج هذا الإعداد و انتفت شروط تحريك ” جيوب مقاومة التغيير ” عبر الاقتصاد و بدأت معها لحظة الفرز  بشكل لا يقبل التأويل بالترقي المادي على حساب دماء الوطن و المواطنين فالأمر لم يعد مقبولا و لا منصفا ، مع الإعلان الفاقع أن مقصلة “خيانة الوطن التي لا تنعدم فيها الدرجات ” أضحت حقيقية وحانت لحظة  التعامل معها بجدية الحزم و سرعة التطبيق و بأن الإيمان بالوطن والثوابت مسؤولية لها ارتباط عضوي تحدد مصير مستقبل المملكة بنهاية مشاريع التخريب و النهب الإجرامية مع إطلاق بداية ” محطة تاريخية جديدة “.

مواصفات جديدة للوطن :

عودة للإجابة عن النقاط الحيوية المدرجة، هو أن قوى الدمار داخل الدولة  لم تغير مسارها بل اختلطت مع ذاتها حتى أضحت لها حلف للهيمنة في استعباد البشر و تشكيل بدائل للدولة، رغم ما يروه من تحركات للقيادة العليا و هي تبني مفاهيم جديدة على مستوى الخارج على سبيل الحصر مثلا : منهج الاستقلالية في القرار و السيادة مع إسقاط الوسائط الغربية و دحرها للأبد عن طريق جملة من الإنجازات أهمها الإعلان بشكل علني في خطاب  المسيرة الخضراء التواصل مع الجزائر الشقيقة بشكل مباشر دون إملاء، مما وضع الآخرين في محطة هي الأخرى مليئة بالدروس و العبر و الدلالات الكبرى. 

ولو تشبثنا بهذا المنحى و هذه الاستراتيجية التي تنهجها الجهات العليا، من جانب فهذا مدعاة للفخر يعبر عن ضمير الشعب المغربي و طموحاته، و كيف لا ؟ و هذه الطريق توفر الجهد و المال على المملكة  بدل الخيارات العسكرية عكس الجهات الأخرى الخارجية خاصة الشقيقة الجارة التي تعتمد على” الوسيط ” لتغذية الحقد و تصريف مشاكلها الداخلية ورهن مالية الدولة باقتناء الاسلحة و غيرها في قضية مصطنعة اتقلت حاملها  بخطأ الفكرة قبل موته في موريتانيا فحضنتها الجارة باسم موجة أيديولوجية عابر أنداك على حد تعبير الأستاذ ” بودرقة “.
و بالمحصلة  كنتائج حتمية، فالملك محمد السادس عبر حضوره تدشين قطار فائق السرعة، تعد بمثابة  ” دعوة ثمينة ” يجب التقاطها من كل فاعل سواء اقتصادي او سياسي أو مسؤول … داخل الدولة بضرورة الاهتداء إلى الإقلاع بسرعة فائقة لاعتبارها مقومات الاستمرارية و الخصوصية للخروج من ضباب المجردات الى الوقوف في الارض كدالك أنه لم يعد مجالا للمناورة أو اللعب في حلم المغاربة، فالمتخلف عن الركب و الإقلاع بسرعة يعني الامعان في التخريب، حينها مزبلة التاريخ و الذل ثم الهوان هو النصيب الأكثر ترجيحا في هذه المعادلة.
بالنهاية هل ستكون النخبة السياسية و مسؤولي الدولة في المملكة عند مستوى الحدث .. ؟ أم أن التغيير له ثمن يجب دفعة يكون الفائز فيها الوطن ..؟ أم بالضرورية يجب أن يكون التغيير بتكليف شعبي من المغاربة لشرفاء هذا الوطن من رجالات الدولة ليتم الأمر ..؟ أليس الإقرار بهذا التكليف هو الامتناع عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع الجماعية و البرلمانية ..؟ ألا يُعد هد أكبر دليل .. ؟ و هذا ما ستفرزه الأيام القليلة القادمة من تطورات.

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا