” طاح النيڨو ” أغنية بلون التمرد
24 فبراير 2021
عبدالقادر العفسي
يعود الفنان ” عبد العزيز شبايبة ” إلى جذوره العرائشية ليطرح لنا طبقا
شهيا مُنسما بعبير البحر من خلال أغنية ” طاح النيڨو ” ، الكاتب والملحن ”
شبايبة ” الفنان المهووس بالأحياء الشعبية يُلقي بتعويذاته و ذاته على هذا
الواقع المتدحرج إلى الوراء المتخم باللهث وراء المال و التخلي عن كل
القيم و الفضائل و عن الصداقة و الوطن و الخيانات و الابتسامات المصطنعة و
عن خناجر الغدر المرفوعة بين الأيادي للطعن في الظهور .
هي إذن عودة الروح و الإحساس بالواقع و اكتشاف زيف مجموعة من النمطيات التي آلفها الناس حتى أضحت من المسلمات و هي في واقع الأمر قشور الحياة و سحر الساحرين لتبظيع الإنسان حيث أضحى مادة قابلة للبيع و الشراء .. هي عودة كذلك إلى واقعية الفن و رسائله و أثره في تربية الحواس و اكتشاف الصفات في العالم الخارجي من خلال تحويل المجهول إلى المعلوم و رفع منسوب الوعي الذي يقدمه الفنان ” عبد العزيز شبايبة ” على وجه التخصيص ، إدراك المعاناة و الإقصاء و الحرمان كشكل ذاتي المقترنة بالفرح الشديد بالقوة الإنسانية كموضوعة حياة ممتعة يتجانس بها البصري بالأساس السمعي و التذوق الشامل المتدفقة في الدم و العقل ، بالتالي التحرر من المأساة و اختزالها في أثر خطابي هو التميُز الذي يمنح الفنان ” شبايبة ” خصوصية مسائلة الفن في الساحة الوطنية المغربية المدعومة و المحتضنة رسميا ذات الطابع السطحي على غرار الطاقات الخلاقة الممتلكة للكثير من التحرر و العمق و الكثافة و الوطنية المتقدة .
إن التجربة الفنية للفنان و الكاتب و الموسيقي ”
عبد العزيز شبايبة ” التي لا تقل عن ثلاثين سنة مكنته من التميز و تقديم
مساعدة الغير المتلقي لأعماله الفنية مَلمس و تصميم للحياة و الوعي
بالتركيز على تجارب المعاناة الذاتية المستمرة ، و هو بلا شك بأعماله
الفنية وليدة الألم كونه مستعدا للمجازفة أكثر لإيصال النشاطات الانفعالية
الإنسانية عبر اللغة و الموسيقى بصوت صادح كوظيفة توصيل و تعبير في آن تقبل
التأويل و المكنون و معالجة القضايا الإنسانية بأسلوب يفرض التفكير و
التفسير بعلاقتنا مع الآخر .
و بصرف النظر أن الإساءة للفن كآدة تواصلية و رسالية و تقدميها بشكل مشوه مقابل مصالح مادية و غالبا ما يطبعها الإسفاف و التهريج و النذالة و الابتذال … فلا زال بهذا الوطن طاقات قوية و شابة تعبر عن الروح و الأشياء الملائمة المتقنة ابدعا و جمالية و تحاكي الحس المشترك و تحتوي ترجمات للواقع ، و ما الأغنية الأخيرة للفنان العرائشي ” عبد العزيز شبايبة ” و بدقائقها المعدودات “طاح النيڨو ” تتميز بنوع من الحساسية و التمرد على واقع الحال و الذات بحيث أنها لغة خاصة منفصلة عن المفردات بالمجتمع و عن الكثافة المادية في الإنتاج تُعبر عن الواقع الحقيقي و تدعو إلى التحرر و ليست عاكسة له و ناقلة محققا بذالك الهدف الرسالي للفن .
0 comments:
إرسال تعليق