الرئيسية » , , , , , » عودة الحزب السري… ! بقلم: عبد القادر العفسي

عودة الحزب السري… ! بقلم: عبد القادر العفسي



عودة الحزب السري… !

بقلم: عبد القادر العفسي

يُمكن الجزم أنّ جماعة العرائش كانت دوما مند الاستقلال مختبرا لبعض التجارب الحكماتية الترابية الفريدة، ولعل أبرز هذه التجارب هي تجربة “الحزب السري” الذي كان يخترق كل المؤسسات وكل الأحزاب والهيئات لتشكيل منظومة  من التحكم والفساد والضغط والابتزاز باستعمال كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية والسرية أو العلانية .. خدمة لأعضاء هذا الحزب ومصالحهم الشخصية بعيدا عن الصالح العام للدولة، حتى جاء عهد جلالة الملك محمد السادس دامت له العزة الذي دشن حُكمه بإنهاء هذه الأسطورة وهذه السطوة التي تسيء إلى الدولة ومؤسساتها حيث تتجاوز القانون وتحاول استغلال كل مداخيل لتحقيق مصالحها، كما عمل جلالته على ربط عمل الدولة ككل بمفهوم المؤسسات المسؤولة والقانون حتى اضمحل تأثير هذا الحزب، حسب ظننا !

ولعل مثنى هذا الحديث هو ما يُعاينُهُ الجميع بمدينة العرائش من عودة قوية لتدبير “الحزب السري”و بقوة للتحكم في كل مفاصل الحياة العامة داخل العرائش، واستطاع هذا “الحزب السري” حسب تعبير السي “محمد اليازغي “أطال الله في عُمره، بقيادة (أي الحزب السري ) كاتبه المحلي جَمع شمل أصحاب الريع الرملي مع أصحاب النضال الثوري وأصحاب الجهاد العالمي مع أصحاب الحقوق المِثلية على طاولة واحدة.

طاولة أكل الكتف وتقطيع مناطق النفوذ وتقسيم غلال الفساد …مُهددين كل من يقف في طريقهم ومحاولين الضغط وتسخير مؤسسات حماية القانون ، والتي لازالت تُقاوم هذا التمدد وترفض أن تكون طوع أرادة هذا الحزب الذي تناسى أنّ “العدل أساس المُلك” وأنّ أمن البلاد هو من أمن العباد.

إنّ هذا ” الحزب السري “أكّد من خلال توليفة أعضائه أنهُ لا يهم أن تكون انفصالي أو متطرف ديني، مِثلي أو غانية… المهم عنده هو مسح الأكتاف والانخراط في الدينامكية النضالية لحلب العرائش والضغط على الضرع حتى اقترب أن يخرج الدم عِوَض اللبن.

أيها السادة، يا سادتي
البقرة ناحت وناخت وطاحت…
فاسكنوا سكاكينكم، وردوا سيوفكم إلى أغمادها
فأنتم لا تذبحوها كي تأكلوها، بل خنقتموها  غدرا..
آه، نسيتُ أنكم تستحلون الجيفة يا أبناء العهر..

فلا تحملوا أحد أكثر من طاقته “فالحزب السري” أقوى من الجميع، أقوى من اليمين أو اليسار وأقوى من الأغلبية أو المعارضة وأقوى من الرئيس والمرؤوس.. وإلى انتخابات أخرى .. ناموا ولا تستيقظوا فما فاز إلاّ النوام ، على رأي الشاعر.

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا