هنا العرائش
مهنة المحاماة بين شرفاء المهنة وقراصنة الفرص..؟
_______________________
لا شك أنّ أصحاب البذلة السوداء لهم دور عظيم وخطير ومحوري في تجسيد مجمل القيم الإنسانية النبيلة أثناء ممارسة المهنة ، أي أنّ المحامي لابد أن يكون هو طليعة الهيئات المُتوجب فيها أن يكون نموذجاً في عمله وسلوكه ، مستقيماً في مساره المهني مؤيداً للحق مدافعا عن ضرورة سيادة قيم النبل والشرف داخل المهنة.
إنّ المغرب من بين الدول الرائدة الذي أدى فيها المحامي دورا متميزاً وخادما لقاضيا الشعب والوطن والدولة ، مما أعطى لهذه الفئة شرف الإحترام وسند التقدير ، لكن للأسف فإنّ هناك بعض ممن إرتموا على هذه المهنة ودخلوها فجعلوا أعالها سافلها وأفسدوا بشرفها وساءو تقدير دورها وتكالبوا على غثاء الدنيا ولم يعد يحدوا من جشعهم لا ضمير ولا قانون ولا شرف ، و أنه لا يمكن أن نتحدث عن الفساد القضائي دون الحديث عن الفساد في مؤسسة المحاماة ، لأن القاضي لا يُفسِد إلا في معية محامي أحد الطرفين في المحكمة ، أو في معية محاميي الطرفين بأمور تكتكية معلومة... وأصبحوا أي هؤلاء المحامين علماء في النصب وأكل الحقوق وإخفاء مواردهم المالية بل وتهريبها ، لكن أكثر ما يحز في النفس هو أنّ البعض شكلوا حلقة مغلقة من المتنفعين و المتورطين مع كل أصناف الناس ، فالمال هو الحسم فارتموا في أحضان أصحاب المخدرات وسرقوا حقوق المطلقات والأيتام و ذوي العاهات والتعويضات...بكل زور وبهتان ، هؤلاء لم يعودوا محامين فبالاحرى بهم أن يضيفوا جمجمة وعظمين شعارا القراصنة لتكتمل الصورة على بدلتهم ، يعتمرون كل مرة قبعة النضال ويمتطون تاريخا مزيفا حتى أصبح المواطن لا يتق في المحامي ، بل إنّ الجميع أصبح يعتبر "النيابة العامة" محاميا له و للشعب ، مادام أنّ هؤلاء عصبجية منْ نهب وإبتزاز بل ونصب باسم "قضاة" شرفاء دون علمهم ومنهم من أصبح مستشارا قانونيا لمهربي المخدرات ، وهنالك من إختص في تدوير قضايا الدعارة وبدون خجل يتصدرون الصفوف الجمعيات والهيئات ، ولنا ملفات كثيرة في دالك وبالأسماء..
فهؤلاء المحامين أضحوا : عصابة في عدد من المحاكم بدرجاتها لها عملها الاتجاري الاجرامي، بضاعتها الوحيدة هي القرار القضائي، ذلك المكتوب بالانحراف عن القانون وبالخداع وبالتدليس، يطلبه المتقاضون الذين ليس لهم من حق أو قضية ،أضحوا يتلاعبون بشكل غير أخلاقي بالإعلانات الخاصة بخصوم موكلهم لكي لا تصل لأصحابها أو لكي تتأخر في الوصول إليهم ، و الكذب بشأن الوقائع الجوهرية، واختلاقها، وإقصائها، وتدميرها ، و رفع القضايا الكيدية...باختصار، أصبح هؤلاء المحامين لا يتركون فعلا إجراميا أو غير أخلاقي إلا اقترفوه ، إنها أفعال الأكثر إجرامية والأشد خطرا يقترفها هؤلاء القراصنة بذات العقلية الشريرة المتحدرة من ذات نوع الدماغ المتفلت ، وبذات بيولوجيا اليد الشريرة ، ونرى أن الفساد الذي ينبغي لنا التركيز عليه بالدرجة الأولى هو ذلك الذي يدمر حيوات المواطنين بصورة مؤسسية وهيكلية ومنتظمة ، ذلك الذي يقهر المواطن يوميا ، في المحاكم خاصة بالعرائش التي تعرف زيغا مهولا، يستمرون بالتربص بالمواطنين في مساحات خارج المحاكم ، وللمحامين الفاسدين بأشكالهم السياسية ودعاة حقوة الانسان دور كبير فيه.....
إنها أشكال لأناس تعاني من عقد نفسية تراها تتمختر فتظن أنه البحر في كبريائه وحين تقترب منه تجد ماسورة من الواد الحار ، عفواً ، لن نضيف الكثير فأنتم تعريفونهم لكن لابأس أن نقول تحية للشرفاء من المحامين والشرفاء من النيابة العامة و للقضاة المحترمين ونقول لهم جميعا:
"جميعا من أجل محاصرة هذه الفيروسات تحصيناً للجسم القضائي"
0 comments:
إرسال تعليق