البلوكاج وديكتاتورية الأحزاب..
توقيع :عبدالقادر العفسي
إهداء الى رجالات " حاسي بيضة "
كل الهيئات السياسية تقريبا تحدثت عن "البلوكاج" و عن التحكم ، كلٌ يُلقيه للآخر حتى أضحت هذه المفاهيم كالريشة الموضوعة على رأس سيدنا سليمان (ع) ، ثم انتقل التشخيص السياسي عند كبار الساسة إلى ماوراء الطبيعة و الاستعانة بالجن و قوة غامضة وتهيئ الأتباع على أن هناك فسطاط الحق و جهة أخرى هي فسطاط الباطل ، وهذا بالضبط هو محور تفكير الجبهة العالمية التي أنشأها "أسامة بن لادن" و عُرفت فيما بعد ب "تنظيم القاعدة".
فجميع ساستنا ينهلون من ثدي هذا الوطن و يستحمون من عرق هذا الشعب بالإمتيازات و الريع وتحقيق الجنة في الحياة الدنيا قبل الأخيرة ، ويذرفون الدموع أمام الجمهور و يتمسكنون حتى يتمكنوا.
المشكل أساسا هو الفهم الإنتفاعي للعبة الديمقراطية ، فعوض التنافس في ابتكار و تقعيد نماذج حقيقية للتدبير و الحكامة الحقة ، تَفهم بعض أحزابنا و بعض النافدين فيها و الماسكين بتلابيب القرار ، أن اللعبة الديمقراطية هي توزيع المناصب و الريع و الامتيازات و التطاحن في سبيل منافع أشخاص محدودين و ليذهب الوطن للجحيم ، فالجميع يهرول من أجل إلتهام شطره من قالب الحلوى .
آه يا وطن ، تتداعى عليك الأيادي الآثمة كقصعة طعام ، لا يفكرون في أبناء هذا الوطن لا شيبه ولا في شبابه ، الدولة عندهم و ولائهم رهين بما يحصلون عليه من إمتيازات ، أمّا ما يعانيه التلميذ و المعلم و الشرطي و الجندي و العامل والفلاح و المعطل أو المستثمر... فذالك آخر همهم ، لا يجتمعون إلاّ على مأدبة اللئام يخنقون الفضاء بكلامهم الفاقد للمعنى.
لسنا متشائمين ! لكن ، ما العمل حين يتم إقبار كل فكر جديد أو تبخيس كل طاقة خلاّقة ، فإننا لا يمكننا أن نقول إلاّ ما يقوله المغاربة :"مجموعة منْ لْحلاقية تْلاَ بهُمْ الزمان" ، فعندما اعتزلت الأسود الساحة قفزت القرود إلى الصدارة...
آه عليك وطن ،آه عليك يا مغرب...
شِي مْقطعْ الصْباط في إفريقيا ، وْ شِي يْقول هذه إهانة للمغاربة..
شِي حاضِي الحدود فْالبرد والصيف ، وْشِي شادْ "لْكْليمْ" في دوان الوزارة أُو كِيزْوِد الكتائب بالأخبار الخاوْية...
شِي سَاهْر 24/244 وْ حامي لْبلادْ من الإرهاب ، وْ شِي كِينْضر الخوارق وْ يْقول الحقيقة عَنْدو فْجِهتو..
إن المرحلة التي يعيشها المغرب تقتضي في المقام الأول حلولا اجتماعية حقيقية ، وليس كلاما و سيرك البهلوان ، فالمراجعة الدستورية أضحت تفرض نفسها من أجل إعطاء رسالة حقيقية على مرحلة سياسية متجددة من الإصلاح و البدء أولا بإلغاء مجموعة من المجالس و اللجان العليا التي تستنزف مالية الدولة وعلى رأسها مجلس المستشارين..
لسنا متشائمين ! لأننا نعلم أن حُضن هذا الوطن يضُم أصحاب النية الطيبة و الذين يعملون في صمت و المغاربة الأقحاح و ليس لهم (double nationalité) ، بل إن الوطن عندهم فوق كل اعتبار.
أملنا كبيرة في كل الجهود المبذولة من الشاويش الى الملك...
مع المغرب..
ونقول :إن حلفنا أن لا نخون العلم ، و أن نجود بالدماء فدى الوطن
أ لاَ مارشْ A la marche
http://larachetv.com/news457.html
0 comments:
إرسال تعليق