الاستشعار و الذئاب المنفردة
توقيع : عبدالقادر العفسي
لم تمر عشرة أيام على التحذير الذي عممته المخابرات المغربية لمجموعة من الدول الغربية ، و تنبيهها من ضرورة رفع درجة الحذر والتأهب نتيجة ازدياد خطر هجمات إرهابية عن طريق ما بات يُعرف ب" الذئاب المنفردة" ، حتى جاء هجوم "مانشستر" ليؤكد مصداقية هذا التقرير الأخير ، ويبصم بالعشرة على أنّ الأجهزة المغربية لها من الكفاءة ما مكنها من بناء شبكة استشعارية من أجل تلافي أي عمل إجرامي وحماية الممتلكات العامة و الخاصة وحماية الأبرياء.
إنّ تفجير "مانشستر" بالمملكة المتحدة البريطانية يُؤكد على ضرورة تكاثف كل ذوي الضمائر الحية ، من أجل تجفيف مستنقعات الشحن و التحريض و العنف والإلغاء ، من أجل توفير الأمل و الحب في المستقبل..في الغد...عِوَض هذا الإحساس الذي ينتشر ويُسوق له البعض بالكآبة و اليأس و تحطيم كل مقومات العمران البشري لصالح ثقافة التوحش و الشر ومبادئ الدم.
إن الراهينية لا تُلقي بالمسؤولية في حماية الوطن على الأجهزة الأمنية فقط بل هي مسؤولية على كل مستويات تدبير الدولة وكل الأحزاب والنقابات والجمعيات...
فالحريق عندما يكون عند الجيران لا يقتضي دق الباب و الانكفاء داخل بيتك بل يقتضي أن تدخل الى بيت الجيران لإخماد الحريق.
الراهينية كذالك تقتضي:
أمنا اجتماعيا : الحق في العيش الكريم...
أمنا اقتصاديا: تحسين ظروف الشغيلة و خلق مناصب الشغل...
أمنا روحيا: بتكريس المكانة المركزية للنموذج الديني المغربي المتسامح الوسطي...
نعم، الراهنية الحالية تتطلب من الدولة الدخول إلى المربع الإنساني و الحضور الأخلاقي و الوطني.. نعم الدعوة هي : التحرر من السجن لتلك الصورة المزيفة و المخادعة لتعدد الأصابع المتداخلة بها والقطع مع الميكروبات وإبادتها في مهدها ، و الحل هو الاجتهاد في المستقبل.
و للتذكير فقبل أيام يومي 14 و16 ماي احتفلنا بتأسيس الأمن الوطني و تأسيس القوات المسلحة الملكية ، وبهذا نحيي الساهرين على أمن الثغور في الليالي الباردة و الأيام الحارة ...و نحيي كل الأفراد العاملين في الميدان و القابضين على عملهم بالجمر البعيدين عن المكيفات و العيش الرطب..
تحية لكم يا أدرع المغاربة
0 comments:
إرسال تعليق