الرئيسية » , , , , , » العاشق للعرائش ‘‘زهير أغوثان’’ في الضّيافة الأبديّة وليحّل عليه السّلام+فيديو+صور

العاشق للعرائش ‘‘زهير أغوثان’’ في الضّيافة الأبديّة وليحّل عليه السّلام+فيديو+صور


بقلم : عبد القادر العفسي

إلى الخلود الأبدي صديقنا “زهير أغوثان”:

غدا سيخاطبنا التاريخ عن “زهير أغوثان”، غدا سنقف عن حقيقة الفقيد، إننا نتحدث عن “الاستثناء” هذه هي الكلمة العاصرة لكل ما يمكن أن يقال، إنه الجامع لمجموعة مواهب وقدرات متميزة، فهو الباحث في “علم الأديان المقارن” وموسيقي الفنان الحقيقي برنين الأجراس القوطية وصوتها الآخاد، إنه الخطاط بخطه الأكثر براعة يشاهده المرء… إنه الإنسان الذي امتلك نظرة وجودية مختلفة إنه المفكر القلق في لغز الموجودات، ولأجل استيعابها لبد من الغوص في عالم الذات العميق للفقيد، ولا يمكن لمن عرفه أن يستطيع أن يزيل الوشاح عن المطمور في تسألاته، لأنه غوص يبتعد عن العام بل يحتاج إلى متلصص في الأفكار وقلم يمنع نفسه عن التخفي، يغوص في فلسفة الوجود متمكن من الدلالة والفهم
عرف الفقيد العزيز علينا بخفة الروح المحب للبساطة والتفرد عاشق “للعرائش” جائلا متصوفا في شوارعها متصلا بالهجر والقطائع المحدثة داخل نوازعه، لم يكتف عقله كثرة الكلام وحتى صوته لا يكاد يسمع هامسا بصوت به وقار، سعى إلى تطوير الذات والرقي بها، فلم يدعي يوما العبقرية في أي نقاش بل حضوره لافتا بارزا، وكانت ميزته القبعة وشعرات تنسدل من تحت وجهه البهي وضحكاته الصامتة المثيرة للجدل، بالفعل فالفقيد “زهير أغوثان” أحدث فجوة رغم المسافة أو قربها رمادها يصعب محوه فحضوره الاستثنائي ميزه في كل حيز مكاني… رحمك الرب العظيم وأنت بضيافته الأبدية.
العودة بالزمن:

ربما هي العاطفة، كدافع شعوري يدفعني للكتابة لكن، في مكان “أربعة طرق” بالعرائش، خلال منتصف العقد الأخير يوم لا ينسى ولا يذكر من حيث توصيفه، تجالسنا معا وبعيونه الغائرة تساؤلات يُخبرني أني “حيوان لايقف هنا بل هناك”، أحسست أن أحدا اقترب إلى المكنون فأخترق الجدار الأمني دون قتال دون تعصب دون فرض الفكرة بقوة اللغو والصراخ… كانت لحظة صادمة… وكانت رغبة جامحة بالفرار..
إنها فقط ثلاثة ساعات، كانت كافية لتفتح مجال المطارحات وأنا الشغوف بالفلسفة والنصوص العبورية، ليخبرني أن الوجود برمته هو تساؤل والعقيدة جزئيات كإطار نظم الحياة بعد العبث في بداية النشأة البشرية، وهو جالس واضعا ركبته اليسرى على اليمنى وسكون يديه ليفاجئني بعد صمت، بأن “الابراهمية” بكلياتها حرية وغير ذلك وهم من رجال الدين.. وعلى أن العقل هو النص، وبأن الزمن الجامد القائم على الخرافة والشعوذة الفكرية قمة التياهان… إذن فالدين حرية والحرية تعني التخلي عن الالتصاق بالعفن فهي عبادة الله وحده دون تكلف تبحث فيها عن اعتراف الآخرين… استمر الجدال مطولا… لينسحب كما جلس أول وهلة دون ترك هوية ولا زمن تواجده.. توفي الزمن حينها.. وفارقننا بابتسامة بها اطمئنان
المفارقات:

مضى زمن، بحث عنه لأصادفه دائم السفر بالديار الفرنسية، سألت عم ظننت معارفه..! كان العقل يخبرهم عن الأشياء التي لا يفهموها كباقي الكائنات البسيطة يضعونها في مربع الغرابة و التشيء ، فلم أسلم بكلمات الوعظ والإرشاد عن الابتعاد ، لأن بحث يقع ضمن الغرابة وسأتهم بها ..!
يالا المفارقة ، نسو انه الفنان و المفكر المرهف في خط متفرد وضاء يشرق على محياه حب الرب بالتالي محبة مخلوقاته الضعيفة، وهو الحافظ لكلماته و الجامع لكتبه، فإمانه العقلي و المنطقي بالأمور والأشياء مكنه في فهم الحرية التي ميزها الخالق للكائن الإنساني… لكنه كباقي المتسائلين المتفردين في مجاله، كان يرفض أن يسيطر أحد على أفعاله و يفرض عليها الجبر لأنه بالأساس إنسان عاقل مسؤول عن الفعل والخيار، وأن النصوص المقدسة مندمجة بالعقل فهي الضامن الأوحد للحرية… رحمة الله عليه.
الاقتباس و حكم القيمة :

الأخلاق يختارها الفرد بنفسه هو محددها هو الخيار الوحيد الذي عبر عنه الفقيد “زهير أغوثان” عن ذاته المتفردة ، و الفرض المجتمعي و أحكامهم للتنميط و الضبط ، اعتبارها بممارسته اليومية المجردة من التكلف تنفيه.. سالبة لحريته المطلقة في الفعل و الاختيار ، لذلك نجد الفقيد و هو يجول في شوارع المدينة التي أحبها حب العاشقين العارفين ، منشق عن هذه الأدوات الضبطية التي تُفرض عليه من نظرة الآخرين البسيطة ، لأنه لن يفقد ذاته و خيارته الوجودية مقابل عيون مأساوية و أجساد منهزمة وعقل فيزيقي فقط يبتعد عن الدينامية و التساؤل.
و بالمعنى الدقيق ، أنه لا يمكن أن يخضع “الفقيد” للنظام و أن يدعن له فهو ليس مسؤول عنه ، إنه تعبير واضح لما أعتبرها حياته في جزئياتها ، قد يعتقد البعض أنه استغوار ليس لبد منه و انزياح من الموجود ، لكنه بالضبط الرغبة في فهم الأشكال المقلقة كما رآها الفقيد “زهير أغوثان” ، في إيجاده لتواصل صامت مع هذه الإشكالات الذي يعتبرها الأخر غامضة ، لكنها تخفف إلى حد ما شعورنا بالوحدة و الانعزال و القلق من المجهول ، بجعل الذات حية أكثر تفاعلا بعيدة عن الركود .
و في الاقتباس : أقر السياسي السيد “عبد المومن الصبيحي ” : أنه حالة متميزة بالعرائش بأن فقد ابناها البار ، و اعتبر الشاعر السيد “محمد عابد” : إنه الفنان الوحيد في جلينا و ضلمه الزمن فحتى الهجرة لم تسعفه في إبراز مواهبه الفذة و الاستثنائية ، فيما أكدت صديقة المرحوم الناشطة الحقوقية السيدة “الباتول السوتاط” : صديق متفرد ومتميز قل نماذجهم في هذا العصر الصعب فرحمه الله ، فيما اعتبر السيد “محمد العربي بوشيبة” صديق الفقيد : أنه الأخ التي لم تلده أمي ..
نهاية البداية :

الصبر و العزاء لنا و لأحبائه و أهله ..
لك السلام و أنت بيد الخالق إليه نعود ..
لك السلام وليسكب على قبرك شآبيب الرحمة و الرضوان و أن يحشرك مع الصديقين الخالدين الأبرار..
لك السلام يا “زهير” و أنت في البقاء
لك السلام فقد أبكانا رحيلك ، لكن إيماننا نسلم به و نجزم بالضيافة القصيرة بالأرض..
لك السلام من الفناء إلى الخلود الأبدي
لك السلام و لجميع من يغادروننا و لينعموا بالطمأنينة و المحبة..














0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا