الرئيسية » , , , » وادعا عبد الرحمان البطيحي يا سفير الإِباء و الكبرياء بقلم : عبد القادر العفسي

وادعا عبد الرحمان البطيحي يا سفير الإِباء و الكبرياء بقلم : عبد القادر العفسي

 

 

وادعا "عبد الرحمان البطيحي " يا سفير الإِباء و الكبرياء

بقلم : عبد القادر العفسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم… “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” صدق الله العظيم

بقلب مؤمن مدرك صابر راض بقضاء الله وقدره، تلقينا كباقي الإخوة و الرفاق سفر الأستاذ الجبل الصامد “عبد الرحمان البطيحي ” إلى دار الخلود الأبدي بعد معاناة طويلة مع المرض، برحيله هذا نكون قد ودعنا بالعرائش رجلا من رجالها الشجعان وعنوان من عناوين الصدق الخالص الذي أفل لما له من احترام و اهتمام من كل اخوانه الذين ساروا في دربه و نهجه و وفائه لأمته، انه أخا وأستاذا ورفيقا لنا ترجل عن صهوة الجواد، قلّ مثيله ونظيره وصدقه ومبادئه … لذلك هو خسارة قيمة مقترنة بالتفرد والخصال المتميزة المليئة بالحب والإنسانية والاحساس الرفيع والحس الوطني المقتدر مع الايمان المطلق بمشيئة الباري عز وجل.

إنّ الادراك الواعي العالي للمرحوم الاستاذ “عبد الرحمان البطيحي” كمحام و كمناضل في صفوف حزب ” الاتحاد الاشتراكي ” آنذاك و كنقابي في” الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ” كان له الاثر الكبير في تنظيم الصفوف و تطوير الكادر الحزبي و النقابي بروح وطنية عالية فائقة الدفاع ليسطِر طِوال عمره النضالي المخصب باللون الأخضر لتكون ملحمة خالدة صاغها رحمه الله بالعطاء الذي لا يفتر غير آبه بالغرور و الغطرسة التي قابله بها خصومه … نعم في عيوننا الدمع بالدم و غصة في الروح خاصة للزوجة حرم المرحوم الاستاذ و أبنائه “عادل ‘ و”فاطمة” و “ياسر ” و المهدي ” و الرفاق والمحبين مؤمنين ايمانا ثابتا بقضايا الوطن والإنسان العادلة الذي وهب حياته الكريمة من أجلها، رحل المرحوم  جسدا إلى الفردوس السماوي لكنه يعيش معنا في هواجسنا و أفكارنا و أحلامنا و ضميرنا و وجدننا … أيها المسافر الراحل إلى العلى فأشجارك حتما مثمرة و زاهية كضحكاته الدائمة ..

المغادر إلى السماء العُلى “عبد الرحمان البطيحي” عرفناه جميعا من خلال مواقفه الوطنية و اعلاء كلمة الشعب و الوطن طيلة عقود من الزمان وحظي بحب و تقدير من كافة الأطراف الشريفة الأصيلة نظرا لمستواه السياسي والثقافي والنقابي و الأخلاقي الرفيع مُشاركا كل الفئات مشاركة حية و فاعلة كشفت من خلاله نموذج الملاحم الطويلة و البطولية عن جوهر المغاربة والعرائشين خاصة في تعبير لعشق الوطن والقدرات الهائلة في شحذ الهمم دفاعا عن القيم الانسانية العليا .. فبوفاته نكون قد خسرنا بوصلة هامة و مناضلا من الطراز الرفيع في بلادنا التي هي اليوم بحاجة إلى رجال أمثاله ممثلا للإباء والكبرياء التي دمرتها أيادي الخيانة و الغدر و مزقتها ثقافة الكراهية و الاحقاد العميقة .

نعم ، ان المرحوم الاستاذ “عبد الرحمان البطيحي ” مثالا للإنسان الساعي إلى القيم المثلى و الاخوة الداعي إلى قيم المساواة و لم يترك الصفوف أو يتزلف إلى المال و شهوتها المقيتة ، بقي ابن ” حي الجديد ” بالعرائش و اثار العيش و البقاء فيها ، و رفض الالتحاق بمجالات النخب المستحدثة و الجديدة  و وقف امام الجميع في لحظات صعبة و عاش قسوة مغرب الرصاص ، و كانت له الكلمة في كل الميادين… انه الرجل العصامي الذي أثبت على أنه يمكن للإنسان أن يصنع نفسه و يصنع تاريخه و حاضره و مستقبله ، انه من خيرة ما انجبت مدينة العرائش و من المناضلين الذين أكدوا على أن البروليتاريا يمكن أن يكون لها نخب في المستوى ..

نعم ، نعزي أنفسنا أولا في الأستاذ “عبد الرحمان البطيحي” ونتقدم بتعازينا للأهل والوطن بهذا المصاب الجلل ولنا العهد الدائم في أن نكون إلى جانب كل من دافع عن الوطن والإنسان ونضالهم من أجل تحقيق ما هدفوا إليه.. وفي ذات الوقت نشاطر هذا الألم مع كل الخيرين والطيبين سائلين الخالق العظيم أن يتغمده بالرحمة الواسعة و يسكنه فسيح جنانه ويلهم الأهل والجميع بالصبر .  


فنم قرير العين في مثواك السرمدي يا قرة روحنا
يا تاج فؤادنا وعمقنا، ولتبتهج روحك الطاهرة الزكية
وداعا يا حبيبنا الغالي و رفيقنا الصلب
وداعا، و رحمك الله ايها المناضل الصنديد

تغمدك الله أيها الفقيد بواسع رحمته
وإنا لله وإنا إليه راجعون

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا