الشمس الوضاءة تغيب عن الكون رداءا و تستمر فينا مكنونا
بقلم : عبد القادر العفسي
بسم الله الرحمن الرحيم
"وبه نستعين"
ببالغ
الأسى و الحزن العميق تلقينا نبا انتقال الاستاذة "الزهرة اليملاحي " عضوة
المجلس الجماعي للعرائش و حرم السيد " حسن عامر " المفتش الاقليمي لحزب "
الاستقلال " بالعرائش بعد معاناة طويلة مع المرض ، و بهذا الكرب الجلل
نتقدم و كافة الحرائر و الأحرار و الشرفاء و الطيبين و الخيرين الوطنين و
إلى جميع أفراد عائلة الفقيدة الغالية بأحر و أعمق تعازينا ، لما للفقيدة
من أثر و للخصال الاصيلة و الأخلاقيات النبيلة و ما عُرف عنها من مواقف
مُشرفة و مشرقة ، و اذ نحتسب الفقيدة عند الله في العليين و هي تحمل مشعل
المحبة و الانسانية بنماذج التضحية من طراز قلّ نظيره في تحقيق الذات
الجماعية خاصة القضايا النسائية العادلة و أهداف الأمة و وحدة الصف .
لقد كانت الفقيدة " الزهرة اليملاحي " عَلما من أعلام حزب "الاستقلال "
بالعرائش و الوطن و نموذج المرأة الوطنية و رمزا من رموزها الفذة، إذ نذرت
حياتها لخدمة قضايا الوطن و المدينة حيث عجزت نوائب الدهر و مصائبه أن
يزحزحها عن الصراط المستقيم و عن الحق بصوتها الهادر من خلال شخصيتها
المثالية مناضلة بكل المواقع بزخم ... رحمها الله القدير ، إنها التجسيد
للأخلاق النضالية و النظافة سلوكا و منهجا و ممارسة ، و كأن أرض العرائش
العظيمة كان لها الشرف بضم رفاتها الطاهرة الزكية بين الشهداء و ممن ضحوا
من أجل هذا الثغر من ثغور المملكة الشريفة التي روت دماء الأبطال تربتها
دفاعا عنها كما هي حال الفقيدة تغمدها الله بواسع رحمته و الشهداء الأبرار
.
انّ رحيل الفقيدة " الزهرة اليملاحي " التي كانت من الرعيل
الأول الذي أسس للفعل النسائي ترك أثره الكبير و مهد الطريق أمام خيرة
نسائنا لتكون وزنا في منظومة الفعل الجمعوي ، حيث حملت الرسالة الانسانية و
التربوية مشعلا يضيء الدروب كما حملت زرع همّ قيم " الكشفية " بمبادئها و
مثلها العُليا بإسهامات عدّة كمربية للأجيال .
انّ الخسارة مثل
هذه الخسارة للفقيد " الزهرة اليملاحي " خسارة " حركة الأمل " بحمولتها
الرمزية التي كانت تمثل القاسم المشترك بين كل القوى الحية الحقيقة في
الحوار و السلام، حيث كانت تتمتع برزانة العقل و شجاعة المواقف المسؤولة
والنبل المتميز و الوفاء للوطن و الأمة ، حيث نقلت اليأس و القنوط إلى
القوة و المنعة ... الحق الحق يُقال اننا لا نجد في المعاجم للعربية و
قواميسها ما يعبر عما نريد قوله في النقاء و الصدق بهذه الخسارة في سمائنا ،
ففعلها النضالي مدرسة تنير العقول و تضيء الطرقات المظلمة و العقول ببساطة
تواضعها و رباطة جأشها و التزامها التنظيمي و الانتدابي رغم علة رِداء
الجسد .
وعلى هذا الطريق تبقى الفقيدة الغالية مثالا وضاءا يحتذى
به كما تبقى سيرتها المثالية النضالية معينا مهما ومشعلا يضئ الدروب ،
فطوبا للفقيدة التي رحلت عنا في رداء الجسد و روحها باقية تستقر في
المكنون و الهمم بالثبات على المبدأ ، و ما نقول أننا نشاطر الحزن و نعزي
الاهل و الزوج و الأبناء و محبي الفقيدة و ندعو الله تعالى أن يمتعها بواسع
الرحمة و المغفرة و أن يسكينها فسيح جنانه و أن يلهم الجميع الصبر و
السلوان ، قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
وبشر الصابرين اللذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وإنا اليه راجعون
صدق الله العظيم
0 comments:
إرسال تعليق