الرئيسية » , , , , » الدولة بالعرائش بيئة حاضنة للفساد:في ذكرى رحيل الكبير المناضل “مصطفى القرقري”

الدولة بالعرائش بيئة حاضنة للفساد:في ذكرى رحيل الكبير المناضل “مصطفى القرقري”

بقلم: عبد القادر العفسي

مر زمن كأنه البارحة في أعين الرفاق على رحيل الكبير ‘‘مصطفى القرقري’’، فصادفت هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيله، إنه الزعيم الحقيقي الوطني التاريخي، كان حلمه أن يشهد المغرب اليوم والعرائش اليوم… وبصرف النظر أن القدير اختاره لتغيب الشمس عن جبينه فغيابه فقط بالمادة لكن روحه النضالية ‘‘الاتحادية’’ بشكل أخص ضلت ترافقنا، فهو القاعدة المتأصلة لمعالم التواجد النضالي الكفاحي، فكما يُقال: ‘‘إن الكبار لا يرحلون، بل يحومون حولنا، يتلصّصون على حياتنا، ويستوطنون وجداننا، يرافقون لحظات الفرح والأسى والغضب والنشوة والأحلام غير المكتملة، يتركون بصماتهم الخفيّة على أيّامنا، ويعشّشون في لحظات معيّنة من عمرنا الهارب’’.

إنه جيل العمالقة ومدرسة سياسية كبيرة، جيل القيم الإنسانية النبيلة والأصالة، أتسم بالقوة والشدة والحنكة والتواضع في آن واحد، نتذكره اليوم لأنه ترك فراغا كبيرا، كان قادرا على ربط ما لا يربط وتجميع ما لا يمكن تجميعه، صاحب الخبرة والصمود والشجاعة في اتخاذ المواقف الجريئة ميزته رباطة جأشه رحمه الرب، كانت له قدرات الاستصغاء والتحمل حتى أخر النفس الدقيقة…

إنه جيل الفطاحل في الصبر والجلد الكامن في روحه القوية، رجل لم ولن تنتج ‘‘العرائش’’ مثله، ومن الصعب ملئ مكانه فهو خصب ووطني نموذجي جمدّ الزمن بين كفيه في فترات صعبة أكثر سوادا، نشر الذعر في لاوعي خصومه السياسيين ونحن الجيل الأخير الذي واكبناه من عدّة زوايا ورؤى حين كان يصيغ لنا الوجدان الوطني والسياسي سواء من خلال موقف المدرسة الواحدة أو الاختلاف حول المنهج والدائرة المركزية في الرباط.

عايش تاريخ المغرب، فالذين جايلوه يعرفون كم كان ملمًّا بالجغرافية السياسية لجهة طنجة_تطوان تاريخا حتى، حيث كانت له علاقات واسعة وارتباطات متينة ومواقف تنمّ عن الشجاعة، مما أهله أن يحفظ الجهة ويحتك مع جهابذة الدولة، حافظ على الثوابت والمبادئ ظل محروسا بإيمانه العميق وصموده، ثم الانتصارات الذي حققها رغم التأمر من المتساقطين، لم يلتفت يوما إلى الفتات وصغائر الأمور، فرغم مرضه الذي حمله طويلا لم يشغله على مسؤولياته النضالية، ومحاولته رحمه الله في إيجاد من يكمل الرسالة ويحفظ الأمانة ويخلص للوطن بالعطاء للموطن مخلصا…

كانت مسيرته رحمه القدير ملئ بالنضال والكفاح من ‘‘طنجة’’ إلى ‘‘العرائش’’ ومن ‘‘الحسمية’’ إلى ‘‘وجدة’’ ومن ‘‘الرباط’’ إلى ‘‘أسفي’’…. فالجميع يشهد له بالكفاءة والحنكة والذكاء السياسي، رحم الله أستاذنا الغالي ندعو لك دائما بالرحمة والمحبة في الخلود الأبدي مع الصديقين والمجاهدين ومع من تحب..

سلام عليك كما كنت تحب بلادك المغرب…
سلام عليك وعلى كل شرفاء هذا الوطن والشعب العظيمين..
سلام عليك مع الحرائر والأحرار المغاربة الأقحاح الذين لم يساوموا على الوطن والشعب..
سلام عليك أيها المعلم العزيز ونتمنى من عمقنا من يحفظ مسيرتك وأفكارك وأعمالك وأن يُخلدها في التاريخ…

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا