الرئيسية » , , , » الرسالة السابعة : معركة الوجود...!

الرسالة السابعة : معركة الوجود...!





























معركة الوجود...!

 بقلم: عبد القادر العفسي

الرسالة السابعة
عزيزتي شمس النساء زهرة الشوك الفضي:

عزيزتي، إن التطلع إلى المحبة والإنسانية و الأمام  يُلزمنا إلزاما غير ناقصا برد العدوان و أن نخوض حربا وجودية بأي موقع كان، فهي حرب وجود مشروعة و هي في ذات الوقت ثورة إنسانية مستلهمة أفقيا ، ربما أنه امتحان صعب لقياس شعورنا الإنساني و نوازعه من كرامة وعزة مع القدرة لتجاوز كل عوامل المؤدية للعرقلة  و مدى مواكبتنا للسياق و المد، بل إنه اعتقاد جازم أنها مسؤولية تجاه الأجيال القادمة بالوطن و مدينتي "العرائش"  في مواجهة باسلة وصريحة ...و غير من هذه التفاصيل ، فعندما نقوم بتأجيل الإنسانية ثم تعطيلها نترك لخصوم الأرض و التراب مجال للاستحواذ و يفتح أمامنا معارك جزئية تستنزف الوقت والجهد و الطاقة و تنثر بذور الحقد و تدويره.

الآن نجد أنفسنا مُكرهة على المواجهة، لأننا ندافع عن الوجود و عن بقاءنا الإنساني، لذلك يتمظهر الاختلاف ..أما إدعاءات المتخاذلين المتساقطين، فليس إلاّ خدعة تكتنف الحقد والكراهية الغائرة و العدوان الوحشي بأساليب شتى، إذن فالاحتراز و العزم و الشك لا يعني بالضرورة القطع مع هذه الادعاءات بل هو عدم قبولها عمليا بالاستلاب و الغدر و الخيانة و رفع منسوب الفساد والإفساد بأدوات أكثر حقارة ودناءة.

عزيزتي، هو زمن نمر فيه بمرحلة عصيبة استطاع فيها السياق العام الحالي بخلق مسلكيات جديدة بأدوات قديمة موغلة في الشر، لكنه يظل امتحان يجب أن نصحح به هذه التحولات في جانبها العدواني، فأَن تحمل روح أصيلة معناها ميلادها لا ينتهي ، فهي تولد و تتجدد كل لحظة زمنية و في كل فرصة متاحة للنضال الخلاّق الإنساني المؤدية إلى التأمل الجيد و إلى طريق الخلاص من العبث و نوازعه...فحقا نجد أنفسنا كل مرة في تناقض بين الجمود مع القوى الطيبة و بين الإمكانيات المرصودة التي تزخر بها قوى الردة بكل صنوفها السياسية والنقابية و المدنية و المؤسساتية ...لأن التصحيح كما أراه على الأقل من جانبي هو بإحداث صدمة قوية تؤذي بدورها إلى القدرة و القطع و الحسم مع السرطانات و نفوذها على كل الركائز، وذالك لا يكون متوفرا إلا الالتزام مع البنية الفوقية للدولة و تحرير الطاقات و رفع القيود عليها.

عزيزتي، أعتقد قطعا أن المؤسسات الحاضنة لمثل هذه السرطانات صنعت رهطا توجهوا إلى الوطن و أصحابه الحقيقيين و اعتبروهم ملكياتهم الخاصة و أصحاب حق و قضية في النضال فتموضعنا أمام خيارين لا ثالث لها فإما أن نقبلها و ننخرط  في المستنقعات الآسنة و إما أن نرفضها فعلينا اللعنة حينها بالشحن و التحريض و العنف..

إنه الأسف كل الأسف، فالفرصة تضيع أمام هؤلاء المتساقطين و أعوانهم  في بعض المؤسسات ، كان بإمكانهم تسجيل تقدم بجانب الخيرين بدل استنزافهم ، لكن وبصرف النضر و تمسكا بالإنسانية تجعلنا دعاة الأمل و تحفز الهمة عندما نرى الصادقين و المؤمنين بالوطن ، لأننا لم نشترك في المعركة كليا على وقع الارتداد المؤقت، فلا بد من إيجاد طريق ضامن للعبور يجب فرضه بالقوة المتاحة رغم التخطيط و الوسائل الذي يمتلكونها، لكنها تبقى عاجزة أمام روح الإبداع و القوى الكامنة في الاستشعار للخطر و درءه، فبعد الهزائم النسبية و تعري هذه الفئات المارقة أمام الجميع و انكشاف بؤسهم و مقتلهم و على أن وجودهم بالذات تواجد مؤقت، سينتهي ببداية تواجده و صنعه و مع أي موجة ثالثة تعصف بهم، رغم الدعم الهائل من طرف بعض المؤسسات التي لا تأبه لأي عملية إصلاح أو خطاب توجيهي بل تحمل عنصر التحدي ...!

عزيزتي : إن خيارات البعض بهذا الوطن و هذه المدينة، اختيار لذاته أن يكون أداة للردة و يدعي عكسها و يرتمي في حاضنة " الجماعات الطفيلية " تعمل على التميع و إضعاف كل إطار و مؤسسة غايته الاستنزاف، وهذه نتيجة منطقية بل المهرب الأوحد لها بعزل نفسها من أي شعور إنساني و أن تخرج نفسها من ساحة الكفاح و النضال طواعية الى مربع قبول المال و الإفساد والسلطة خدمة للأطراف التي تنتعش في الوضع، لأنها ببساطة لا تمتلك أي جذور وطنية أو شعبية أو نضالية .

عزيزتي شمس النساء زهرة الشوك الفضي:

إنّ كل هذه العوامل المثبطة فإننا نثق بالمستقبل و القوى الطيبة أفقيا، رغم الغضب الذي نشعر به فلا نحتار في العوامل، فالأسباب بارزة و طبيعية لا يهمهم الوطن بقدر المال و السلطة
و لو ضحوا به عن طريق الخذلان و الخيانة والعمالة، لكننا عين عليهم و على "الجماعات الطفيلية" و المحيطين بهم، فمن يحمل أعباء النضال لا ينخدع بأي هدنة لأنه خضوع لإستراتجية هجومية تشكل الملاذ الأخير، لهذا فالحل هو :الدفاع و الحفاظ على الاستقلالية و الإرادة الحرة.

  عزيزتي:
إننا نسخر منهم كما يسخرون منا، يرونه بعيد لكن نراه قريب...و في كلا الحالات عندما تشعرين بالوحدة مدي أصابعك إلى المكان المعتاد لأنها تلك حريتك..

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا