بقلم :عبد القادر العفسي
3 يونيو 2019
3 يونيو 2019
نظمت جمعية ” عشاق الطرب الموسيقى
الأندلسية و الصوفية و الإبداع الفني ” بالعرائش 29 ماي من السنة الجارية
أمسية كل الأمسيات تحمل عنوان ” جلسة الولاعة الأولى ” بقاعة الربيع انطلقت
حولي العاشرة مساءا بحضور وازن متميز نوعي ، حيث أحيا جوق “عشاق الطرب
للموسيقى الأندلسية و الصوفية ” ليلة الامتاع عبر مرحلتين الأولى تضمنت أهم
نوبات أو التجزيئات بالأندلسي ألا وهي نوبة الأصبهان دون تجزيئ أو
(مكرطة) تكامل بها الصوت و الاخراج و الموسيقى ليعقبها الإنشاد الصوفي مع
تكريم مجموعة من النساء الفاعلات في مجال الذوق و الإمتاع من الموسيقى
الروحية بالعرائش .
مع الاستفتاح مباشرة تناثر ” انصراف
بسيط الأصبهان ” و تداخلت الابيات : (حب الحسان-اشرب على بنت الدنان) ،
لتعلن انطلاق النغمات الأصبهانية في الاجواء برِقة و حلاوة و لوعة مُخدر
للعقل و الوجدان ، كأنما اختيرت هذه النوبة الاندلسية عن سبق ترصد عميق … !
لما لها من آثار على النفس و وقع سواء من حيث جريان موسيقيها كالماء العذب
أو اختطاها للكيان الكلي ، ليشارك الجمهور في الأداء مع الجوق مرددين
مقتطفات من النوبة التي وزعت بالبداية ، و قد مزجت النوبات بين الحب و
الطبيعة و الإحساس الإنساني مما أثار كوامن النفوس و مكنونات الفؤاد في بعث
للشوق المتعلق بالخالق الكافي و المحبوب ، ليتم!هر الوجد و حالة من
التهيج الروحي في انس اختيار النوبة تمهيدا للأنوار الصوفية و أنغامها
الكاشفة .
و بصرف النظر عن ماهية الأحوال في الحال و
من طول العرض الذي امتد الساعتين و النصف و بجوق ضم حولي اثنى عشر عنصرا
تألق في ألأداء من تجانس في المرافقة و الإيقاع بمستوى عالي جدا و دقيق مع
نغمات سجية موزونة زرعت الحب بصوت أحد مزامير دواود المتبقية بالمملكة ذ. ”
أحمد الدراوي ” الذي ترأس الفرقة إضافة إلى وجهه الحسن الجميل ، تلذذ و
استلذ الجمهور بصوته و تطابقت حركاته مع ماهية المنطوق به من حب و شوق ،
خاصة توشيحات و صنعات و انشاد المتعلق بالوصل مع ذات الاله و ترحال المحبوب
الى حالة الغياب في انعكاس للحقائق الباطنة المفعمة بالتفجع و الحنين مما
غدّ الروح و شحذ العقل و دخلت مخيلة الحضور في حالة عارمة من تمايل و
ترديدات وجدانية بكلمات و قصائد حبلى بالخشية و العشق اللامحدود ، فستنطق
الجسد و أعلنت اشتياقها للأزلي الخالد .
ليلة من تجزيئة /نوبة الأصبهانية و الإنشاد الصوفي تحول الاشتباك إلى تشابك بفعل صوت الاطراب العذبة مكسرة التراكم السلبي ، لتُخلف الدمع الصامت و السعادة في آن مع ارتفاع و تشكيل التعاشق بين الحاضرين و المنشد لتتحول النفس الى انوثة و ذكورة بين حواء و أدم في الحب ، بين منطق التكوين و الخلق بالتالي أمسى معه الآلام في الحب استلذاذ لا متناهيا في الِخلقة و مصورها الفاعل الأول الخالق …إذن هو فن الموسيقى الأندلسية التي توعدت الفرقة العرائشية بمد الجمهور بكامل نوبات في خلال الأيام القادمة مع الحفاظ على القوة و الارتقاء الروحي لهذا الفن العريق مع موازاة مع التراث الصوفي .
ليلة من تجزيئة /نوبة الأصبهانية و الإنشاد الصوفي تحول الاشتباك إلى تشابك بفعل صوت الاطراب العذبة مكسرة التراكم السلبي ، لتُخلف الدمع الصامت و السعادة في آن مع ارتفاع و تشكيل التعاشق بين الحاضرين و المنشد لتتحول النفس الى انوثة و ذكورة بين حواء و أدم في الحب ، بين منطق التكوين و الخلق بالتالي أمسى معه الآلام في الحب استلذاذ لا متناهيا في الِخلقة و مصورها الفاعل الأول الخالق …إذن هو فن الموسيقى الأندلسية التي توعدت الفرقة العرائشية بمد الجمهور بكامل نوبات في خلال الأيام القادمة مع الحفاظ على القوة و الارتقاء الروحي لهذا الفن العريق مع موازاة مع التراث الصوفي .
و لبد من الإشارة هنا في حاشية متن هذا
الاحتفال ، فالبرعم من التطور السياسي و الديمقراطي الحاصل و الانفتاح
التي تشهده المملكة المغربية من حيث الآلية و الاسلوب و الخطاب ، لكن
لازالت القوى المتمردة على الإصلاح و كل القيم الإنسانية تؤكد سيطرتها على
مصائر هذا الوطن من كل النواحي خاصة التراث الذي يظل في مربع الرباط و
الدار البيضاء ، كأنما مالكي وسائل الاعلام الوطني هي حاضنة لاتجاهاتهم و
مصالحهم و عوائلهم دونما غيرهم في المحاصصة و التوزيع ، بحيث يجب أن يكون
الاعلام الرسمي للدولة مفتوحا على أبنائه و طاقاته الواعدة المتميزة
المتفردة في ايصال الرسائل و كشريك في البناء الثقافي و الحفاظ على الموروث
، اعلام وطني عمومي محترم جاد يكون المجتمع في حاجة اليه ، خلاف
الممارسات التسطيح و التزييف الفكري و الاقتصار على الحاضنة في مفهوم تحدي
المنطق و تقديم نفس الشخوص المستهلكة ببرامج تقتصر على نوعية الروابط و
الصفقة و منطقة جغرافية معينة
0 comments:
إرسال تعليق