الرئيسية » , , , , , » خلاصة الأكوان و المقصود من الوجود

خلاصة الأكوان و المقصود من الوجود


بقلم :عبدالقادر العفسي


كل عام و انت جمرة لا تنطفئ لهيبها في ميلادك
كل عام للفاتكة بالقلب و الأخيلة ، المُعطلة للعقل ، الُمُفقدة للوعي ، المُسكرة للغيب و المُدرَك،المُنعدمة النظير
كل عام أنت مخمرة الفؤاد المتجاوزة للملموس و المحسوس
كل عام الى نكهة القلب جوزاء الروح
كل عام الى المنطق الاخر العذب 


إنه ذوق يسمو لدى القلب في سلم ترقي السعادة اللانهائية في تهنئة سيدتي ” إيمان السواط ” بميلادكم المبارك الموافق ل ٢٩ من أيار/مايو هنا بالعرائش ، و في ذات الوقت تختلط صورتك المادية لأسافر الى عش خيالي و عوالم الوساوس مُبينا في هذا الامر أن القوانين أضحت مُخترقة تتأرجح في الانجذاب دون جاذب ، بل في تسلط مطلق و تحول حاسة من حواسي أن التهمت كل الحواس أكون فيها أقرب من نشوة تتجاوز الكتابة و النص الى انغماس أستبيح فيه كل المعوقات وصولا الى روحك المتلألئة كالنور السماوي الذي يضيء وجهك و سرائرك و ستائرك و سائرك كلَّه .
إن خلف خفاء الكلمات في عيد ميلادكم هو من لون دمك و وجهك بخيوط تلمع كشمس عينيك ، سأنثر أسرارها حتى يتشضى و يتبخر القلم في الفضاء ثم يمسي نجما أهتدي به و اُسميه اسمك ” نجمة : الأخلودة الخالدة ” ليكون لي تشبيك بالنور و تُقاس بك معاني الوجود ..! 

 نعم أيتها النجمة السماوية المضيئة في العلياء ، عندما تنظرين الى كوكبنا اعلمي أن وحدك الشيء الجاذب يشدنا الى الاسفل لشدة جمالك الذي يزيد من أطماع الحواس فيسوقنا ذلك بعنف حتى اضحت الجنة و الهلاك عنصر واحد ، فلا أطالب في عيد ميلادكم البهيج ببهجة الأجواء التصوف الخام في أن تأكليني في المطعوم أو أن تتخيلني في المعلوم أو تلبسيني في الملبوس … فقط هو الادراك أن هذا الجمال الفاتن يُنسب الى أشدّ أَسلحة الطبيعة فتكا و كل حركة تصدر عن توصيفه تؤذي الى الرهبنة أو التصوف أو الهلاك ، لأنّ حقيقته لا تصلح للكتابة إلاّ بالدم لأنه روح يحمل المعاني الممكنة التي تنطبع مع تخيله ، فلا أجد تفسيرا إلا بالأثر الالهي بأن مسح على بدنك وروحك دون النساء ليأخذ هذا السحر عنوان دلال الخد و تنهدات الصدر و العيون و الثغر و الضحكات و الصوت .. لافتة تحمل أيقونة الماء الصافي على نار مستعيرة لا يُفهم جلالة من هذا الجمال و لا يدرك معانيه أحد كمحاولة إدراك الغيب ، فقط مختص بالمؤمنين …

حتى و إن كنت متسكعا في الكلمات و الدروب أحمل شمعة صغيرة في العتمة أبحث عن نجم متلألئ في بهاء وعظائم الوجود ليكون أنت ، فلا أنصرف عن البوح به حتى يخجل القمر و الشمس … فالإبهام في تفسير هذا الرسم من الخيال يكون كسِر تفسير الايات الغامضة ، فلست أنا إلا راصد للمعان في السماء و أجهر بالخفاء فلا أتنادى بغيره دون الكشف عن أسرار التعبير فأُبصر ما لا يُبصره غيري كما أبصر “السامري ” القبضة و أنا أبصرتها فيك و قلبي لا يتغذى إلا من هذه العناصر ، مستلزما الامر الخوض في الالام للوصول الى ظلم هذا الجمال و بسط المعاني بما في ذلك من خطورة الوصف فكما يتم توصيف اختراق الجمر للعظم .

انّ ميلاكم بمخامرة هذه الأجواء تُخاطب كل الحواس و لب الباطن بكلام لن تظفر به احدهن إلا وحدك ، لأنك زيادة عن كل النساء و تسليم للعقل بمنطق عذب يكتنف خلاصة الكون و الوجود في نكهة لا يتذوقها سوى العارفين بما هو مؤكد في جمال كلي يحرق ما بالداخل و يتحول الدم الى صهارة بركانية … إلاّ أن هذا الكنه هو أنك جوهر إلاهي وصورة من ابتسامة السماء و قطعة من الفناء و نقلة نوعية للنفس التي تخفي الغمام بين الهلاك و الحياة ، فلا مطمع لي بأن أجعل دقات قلبك على قلبي أو تنهدات صدرك على صدري لأنه ليس من هذا ، بل زفير ظاهر و آخر باطن .

فكل عام يا مُولدة مِحنة الجمال بالحب تنعمين
كل عام لكل مرادف للزمن في أن لا يتعبنا جمالك
كل عام لمعمعة النار و غمازات الموت التي تحرق المكنون
كل زمانك محبة سيدتي ” ايمان السواط ”

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا