الرئيسية » , , , , , » خطاب الملك خميرة الدروس و تحليل النكسات و قابلية التجاوز والولادة الجديدة

خطاب الملك خميرة الدروس و تحليل النكسات و قابلية التجاوز والولادة الجديدة



بقلم : عبد القادر العفسي 
  2 أغسطس 2019

مرة أخرى يفاجئ الملك الجميع كما فاجئ النخب السياسية و النقابية و مسئولي الدولة و محلليها (ريت ويت) … سواء من حيث الرهان التاريخي للمغرب التي أنضجته الفاعلية و النهوض الشامل بكل جوانب الحياة و المحيط الإنساني الذي يزيد من السمو و العطاء و الابداع في التجدد و الانطلاق و استقدام المستقبل إلى الحاضر ، أو سواء من حيث الحديث عن ضمير وطن و أمة اختلطت لديها العزيمة الصادقة بالتفاؤل و اليأس و التداعي … بالتالي فالملك استجاب لنداء المسؤولية التاريخية بخطاب هو الأشد حمولة للمعنى و الرسائل باستعادة الحيوية و النضارة و الإحساس بالحياة محركا للمستقبل و التطلع مع واقعية الوضوح بما يشوب الحاضر من تراجعات و انتكاسات متعددة .

كما عودتنا الجهات العليا على الوضوح ، فقضية الخطابات الملكية لم تعد موضوع تفاعل و اهتمام للنخب التي جعلت نظرتها متجهة نحو المال العام و جمع الثروات و الصورة … بل هو اهتمام حصري للشعب ، كما تم التطرق الية في العديد من المقالات بتلهف عن انطلاق هذه ” النظرة الإنسانية الشاملة و هذا التصور الحضاري للمستقبل ” بإيمان و تفاؤل و حيوية و تجدد و ارتقاء و نضج تستند إلى واقية
تلبي المتطلبات ، مُقعدة بجدلية عبقرية تُفسر و تمحص المعاني و النقائص و تفتح الآفاق نحو الدروب المتاحة الممكنة للانتقال إلى الولادة الجديدة بتغيير السلبية و عناصرها و العراقيل من المسالك ، فماذا تعني المطالبة تغيير المنظومة و الهياكل و الزام رئيس الحكومة باقتراح طاقات نوعية جديدة ..؟ هذا الوضع بهذا التعبير في الخطاب يعصر التناقضات و تعبر عن الشذوذ في السلوك السياسي المعتمد تحت ستار التزييف في الممارسة و الخطاب السياسي و تزوير الحقائق الممعنة في التخريب … فكأنما الملك يتحدث عن القيمة الحقيقية للسياسية إذا لم تبدع و تبتكر و تنتج و تضع حدا للاستنزاف و التعطيل في كل نواحي الحياة الاجتماعية و الفكرية و السياسية و الثقافية ..


الخطاب الملكي إذن بداية جديد بنظرة شاملة تعي الراهن و تدرك المستقبل كانت فيها القابلية للتجاوز تنظر الى الغاية الايجابية في مبادرة تاريخية تعد عملية انقاذ مصيرية سواء للفاعل السياسي و روافدهم أو مسئولي الدولة باستلهام روح المصلحة الوطنية و التطابق مع حاجيات الانسان المغربي و حقه في العيش و الحب و الإنسانية بحقائق :

أولى الحقائق : إن الوطن اليوم بهذه الروح في الخطاب الملكي يستعيد روح الأمل و يعد فصلا من فصول التاريخ المتوهج_ البداية الاولى انطلقت مع الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي _ و يجسد رغبة أمة تتجاوب مع ارادة النهوض و الحياة بتقديرات صحيحة استراتجية عميقة و تهيئ باقتدار لتحول جدري ، خطوته الاولى حصر التناقضات و المفارقات و القطع مع الريع و سياسيات التزييف التي تكلف المجتمع و الدولة خسائر في الزمن و الامكانات ، و الثانية طاقات جديدة و تخطيط عقلاني تتلاقي مع النظرة الايجابية للتوجه الملكي نحو المستقبل ، بالتالي فإن تقليص الزمن نكون نقترب من هذا التطلع العلمي بهذه المقومات لمواجهة التحديات و الأخطار المعززة لروح الوطنية تكون نتائجها على الانسان المغربي ملموسة .

و ثاني هذه الحقائق : هو ما تميزت به كل المبادرات الملكية من عقلانية و حافز نهضة متأجج مؤمنة بقدرات الشعب اللا محدودة ، رافضة كل تهيج رخيص تصدره بعض الجهات الخارجية و الداخلية لخوفها من الاصلاحات التي تعمم الجهل و الظلام بل تحث على الابداع و الابتكار و تحليل الواقع بأدوات تراعي المعطى و تستمد قوتها منه باشتقاق النتائج تبلور حقل جديد في الحياة المغربية و تمتد بتحديد العلاقات مع الأشقاء و العالم وفق الثوابت الوطنية المحددة حصرا : مغربية الصحراء و الثغور المحتلة دون أن يؤثر هذا على انفتاح المملكة على الخارج و الاستفادة من خبرات الأجنبية .

ثالث هذه الحقائق مرتبطة : بإيمان جلالة الملك بالزراعة الطبيعة و ليس الاصطناعية لنبضها الحي ، لهذا تم تحديد الإشكالية و طرحها بوضوح في الخطاب الملكي حول ضرورة تحديث النخب و المسؤولين الهدف منه هو تغيير الواقع و ليس تفسيره تجاوبا مع الشرعية الديمقراطية الدستورية التي تحرر الطاقات و الإنسان حيث تتجه نحو العدالة الاجتماعية التي تستند إلى المنطق الحضاري للتجدد و التطلع .

وأخيرا لأي وجهة نظر انطلاق مع استيعاب السياقات و قراءة موضوعية متجسدة للإبداع الخلاق المعادية للجمود ، نعم قد تكون هناك متغيرات و تحولات لكن يجب التأكيد على نسق واحد و منهجية واحدة لجلالة الملك و هو الانسان من أجل إنضاج العمل الوطني و توظيف الطاقات و تجاوز الانحباس و تغيير نمط القراءة مع مصارحة للمواطن باعتباره ينبوع القوة الحقيقي .

0 comments:

إرسال تعليق

Translate/ترجمة

محمد VI ملك المملكة المغربية

محمد VI ملك المملكة المغربية
ليس هناك درجات في الوطنية، ولا في الخيانة. فإما أن يكون الشخص وطنيا، وإما ان يكون خائنا
 
جميع الحقوق محفوضة موقع العرائشية 2013 اتصل بنا