حظيرة إقليم العرائش ..!

 

حظيرة إقليم العرائش ..!


أنا الراوي " ب . ح ": عُشاق التقصي و الحقائق ورفع ضغط الدم.. الحلقة 4 و هي الأولى في 2023 من سلسلة الحلقات السابقة , لكن مع بداية هذه السنة هو رفع الإيقاع ، و قد يتسأل البعض من خلال المحتويات السابقة عن السرد الواقعي ، هل هذا الفساد و الصورة السوداوية  هي مُسلمة و على أن هذا التكتلات البئيسة هي الواجهة الأساسية للدولة ؟ و قد يقول آخر طالما الأمر هكذا أين مسؤولي الدولة من عامل و أجهزة الدولة الأخرى هل هي منخرطة ام هي مستفيدة من الوضع  ...؟ ثم أليس الفساد هو جزء من تنمية الإقليم  ؟ ثم هل يجب علينا نقل ما يحدث في هذا الخفاء و نكون مرآة نلقي يها الأضواء الكاشفة و عن أحد مسببات الأزمات مهما تعددت أساليب الحكي و السرد ...؟ ام يجب علينا جميعا تجاهل كل هذه الأحداث و الأخطاء لتكبر كرة الثلج و حينها يتدخل العابثون من  خارج الدولة للإساءة إلى الوطن و تمزيق التلاحم ؟  

نعرف اليوم أن القضية هي قضية وعي ، و بها يجب الاحتماء بالإجماع و الكشف و الوضوح و تحمل المسؤولية وتأييد جبهات المواجهة الجريئة من أجل إضعاف سدنة الفساد و تحطيم المتآمرين على المواطنين وعلى مؤسسات الدولة ... و مناسبة القول لهذا هو قوة السرد بين الأستاذة " فاطمة الزهراء " و " السيد " ع. ب " من خلال دلائل التهديدات التي تصلنا إلى الموقع  و الغاضبة العلانية ... حيث لم يعد لنا مناص إلا للمواجهة كرد فعل طبيعي للذين يستعملون الدين و الملك للتضليل والتهويش على الموقع  و قطع سلسلة هذه الحلقات ...  لكي لا أطيل هيا بنا .

" فاطمة الزهراء " : صديقي " ب . ح " أرسل لك الفقرة الرابعة مما دار بيني و بين السيد " ع . ب "  و أنا آسفة على التأخر ... و كما جرت العادة حددت موعد مع " ع . ب " بصعوبة هذه المرة حتى كانت كل أفكاري تتلاشى و تتبخر بل كأني كنت انتظر هذه اللقاءات لأفهم أدون ما يجري من أمور حولي و استوعب هذه المجسمات الإسمنتية و افهم فريق الهدم ..

                                تقابلنا مجددا معي أقلامي و أوراقي حيث كنت غاضبة حينها و بعد التحيا قلت : لا ترد على مكالماتي ؟ فهذه من قلة الأدب ؟ لم اندم على الحديث معك او أني متسرعة في الحكم  ... بل اني متحمسة لأخبرك بما توصلت إليه من " فك الشفرات " كما دعوتني في الحلقة الثالثة ...فيا ويل يا ولي : " المعمم بالثعبان " ( م .ح ) عراب الفساد عن حزب العدالة ممثلا عن "بوشيبة و طريبق" و قطار المستقبل ..زميل " الراكب على الفيل " محمد عامر " و الصنهاجي " كممثلين عن "الوكالة المستقلة للماء و الكهرباء" يعملون ضمن منظومة " رشيد الركراك " ممثل العقار الفاسد الصديق الحميم ل " عبد الناصر الهناوي" مدير الوكالة الحضرية( العرائش_ وزان ) من أذياله " الثعلب الماكر " المتوي احمد " القادم من " تاونات "  (عضو بالعدالة و التنمية) مديرة  الإدارة و المال و الافتحاص و النصب و الاحتيال  و المهام القذرة الذي حَبَك شرك ل " كمال الصابوني " و اقالة و  الكثير الكثير صاحب الاختلالات و السرقة ..... و أبواقهم و عملائهم من " عبد الله الميوري " خادم الفساد لكل الفصائل مع كبير كهنة الفساد بالعمالة " احمد الطاوسي " رئيس قسم التعمير ... !

السيد " ع . ب " : بالفعل هذه الوقائع لا يمكن إنكارها فهذه جزء من الرئة التي تتنفس بها الطبقة بل سدنة الفساد بالمدينة و الإقليم إذ لم اقل لك هو : جهاز تنفس صناعي يُبقي المنظومة تشتغل في إطار تقسيم الأدوار بين هذه الجماعات ممتلكة النفوذ السياسي و الإداري و المالي ..بحيث أوجدت لنفسها هذه الطغمة بوابات إعلامية و ثقافية و أنشطة اجتماعية ... عن طريق الدولة لأجل تقبلهم و تقبل  هذا الوضع باعتبارهم شخصيات عامة .. لكن :

                         أفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدلَلّ _ وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

                                          أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي  _  وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

                                    وإِنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ  _ فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

" فاطمة الزهراء " : صديقي " ب . ح " هل اعتبر هذا تحرشا ؟ آسفة! لكني بحث طويلا و سألت كثير ..إلى درجة إني توصلت أن الكاتب العام السابق " عبد القادر المطروكي " (الذي درس أبنائه بفرنسا على حساب " الودكي "المعروف بنشاطه )  الذي انتقل من العرائش لكنه هنا ! ملياردير تحت إشراف مسؤول الحظيرة الأول بالإقليم ! كما يقول هو انه وجد بالعرائش حظيرة تُساق كالحيوانات ؟ ثم توصلت إلى أن رئيس قسم التعمير بالعمالة و"  المعمم بالثعبان "  هما أصحاب " جمعيات المساجد" التي هي من اختصاص مسؤول الحظيرة الأول بالإقليم من وصل الإيداع الى الإشراف المباشر لكن مكتب الدراسات الوحيد و الذي يتم تمكينه من الدراسة و بيع المواد و بعض الأحيان البناء التي يتم استقدامه من " وجدة " ....بل

السيد " ع . ب " : سيدتي " فاطمة الزهراء " توقفي ! أطعمت هذا المطلع حتى أبرر لك غيابي  عنك رغم اتصالاتك المتكررة  لي .. لكن رسالتك الأخيرة  تضمنت تلك الصور و تلك الوثائق  :أنك بدأت تنخلين عن أنوثتك و تتحملين عبئ كبيرا  .. ! لقد كنت منشغل بحيث جرت لي أحداث مؤخرا مع إحدى السيدات المحترمات من المدينة  تُدعى "حياة  . م " تحمل نفس ملامحي و كان يظن البعض أنها من أقربائي قبل زمن ماض و هي تقطن حاليا خارج البلد تحديدا بالمملكة المتحدة في " مانشستر " و كانت من بين الناس المستفيدة من " تعاونية الأمل "  ... !

                               ففي صباح بارد ، و جدت في هاتفي رسائل و كلمات و وثائق و تدقيقات محددة و بالأسماء قد عصفت براحتي و أرقتني ..حقا لم اعد أتحمل ، لقد فزعت من هول التشكيلة و من التشكيلة العصابة  التي عاثت فسادا  و لا زالت ..

 فقالت لي : أن انظر ! و أخبرتها :  أني سأتفحص هذه المعطيات حين التأكد التام ، و إني لا اشكك في مصداقيتك ! لأن هذه تلاعبات عقارية و مالية و قانونية التي عرفتها هذه التجزئة التي هضمت حقك سيدتي ...

                        ثم اتصلت بي السيدة "حياة . م " منزعجة بعد الإشارة مني إلى التأكيد و قالت حرفيا :  لقد استغلت العصابة الآليات الإدارية و العلاقات الشخصية الريعية لتدبير هذا الملف ، فتم التعاقد مع مقاولة قصد التجهيز بثمن لا يعلمه أحد و أُعلن عن ثمن أعلى من الحقيقي ، كما تم استغلال ضعاف النفوس للتهرب من أداء واجبات مالية رغم المطالب الدائمة للمنخرطين بالمساهمة كل مرة ، و حتى تكتمل أركان الجريمة أفقيا و عموديا تم تفريق الكعكة على كل الجهات كيف ما كانت جماعية و مؤسسات شبه مستقلة مكلفة بالماء و الكهرباء و دينية للإفتاء و تبيان و تحليل الحرام ...!

                  قد يبدو لك السيد " ع . ب " المشهد سرياليا لكن هذا هو واقع الأمر ، اختلطت السياسة بالدين و بأموال مشبوهة و بعدمي الضمير الذين لا يُتقنون إلا نهج الفساد ... تؤيد الذي يخدمهم ويرفضون و يحاربون  ما يخدم غيرهم ولا يناسبهم و طموحاتهم .. حتى لو أدى ذلك إلى الأضرار بالمجتمع و الدولة ككل ! ألم أقل لك يا صديقي أنّ مدينة العرائش أو كل إقليم العرائش اصبح مرتع لكل الموبقات في غياب عن أي محاسبة أو مراقبة ...

                        فلا غزَوْ أن نجد موظفين عموميين أصبحوا مليارديرات و لن نتفاجأ أن تجد أنّ القانون لا ينطبق الاّ على الضعفاء .. لقد غدرت مدينتي و وطني و أنا متأكدة  أن الجميع منخرطا عن سابق إصرار و تنفيذ في جريمة كبيرة ألا بعض الشرفاء الذين كانوا يستنكرون ذلك و لا حول و لا قوة لهم بتغيير المنكر ..!

                     يا أخي " ع. ب" :   كيف تُفسر لي أن  سياسيا لا عمل له يقتني " فيلا " ؟ كيف تُفسر أنّ سياسيا موظف تَوظف مند ثلاثة سنوات أن يقتني ثلاثة قطع " فيلات " و ويتوفر على شقة وسط المدينة تتجاوز قيمتها 75 مليون سنتيم و يدعو إلى " الإصلاح و التوحيد " وإلى العدالة المواطنتية و التنمية الشخصية للمداخيل ؟ كيف تُفسر لي أنّ كائن يعتلي المنابر سواء داخل المساجد أو للتدريس يكون هو عراب العصابة !؟  كيف تُفسر لي مقاولا سياسيا أحلّ لنفسه بقع عدة في هذا " الأمل " ؟ كيف تُريدني أن أضم هذا الوطن و أني أرى ملايين الدراهم تُسحب من جيوب المنخرطين لتوزع رشاوى لإخفاء معالم الجريمة وإخفاء المقتول ؟ كيف تدعوني الى بلدي و انا كنت شاهدة على تجاوزات لتحفيظ ما لا يحفظ و الترخيص ما لا يرخص .... لك الله يا وطني...

            لقد شاهدت لحظات وحضرت مواقف انقلبت فيها الموازين وانقلبت أمامي المعايير و لم يكن فيها إلا المال الفاسد هو السيد ، صديقي : " ع . ب " لا زلت تذكر وتفكر بكل الوطنية التي اعلم أنها فيك أن تعيش في هذا الوطن ..أُذكرك فقط أنك في إحدى الأيام قلت : أن أمنيتك الواحدة والوحيدة أن تلتقي بالملك ، فسألناك لماذا ؟ ما أجبتني : فقط أريد أن أحكي عن العرائش !


" فاطمة الزهراء " : انا آسفة إذا لم أكن لبقة معك ! اكل ما سردت على السيدة " حياة . م " المقيمة ببريطانيا أمر عجيب يتطابق تماما مع قلت أنت سابقا و أتيت به أنا ، و الذي يؤكد وجود هذه الطفيليات  التي صعدت إلى مصاف سيادة الفساد بأدوات الدولة و دعم فاقع من موظفيها المدعومة بالنفوذ السياسي و قوى مشبوهة  ، استأثرت بمصالحها الخاصة والجشع المادي و اللاوطنية و الخيانة ...

السيد " ع . ب " : لا عليك  سيدتي "فاطمة الزهراء " لا تأسفي لأحد ، أعلم ضبك و اهتم جدا بمجهوداتك وكشفك للمافيات القديمة وهذه الصاعدة .. سوف نفكك كل الشخصيات الذي ذكرتها و هي معطيات تنطبق على الواقع ونربطها مع تصميم التهيئة 2018 و التعديلات الخاصة و ما يرُاد بها من ( 6+R) و المرافق التي حولت كلها للقطاع الخاص و تغيب الدولة من أي مرفق ؟ و سنتحدث بالتفصيل عن نائب " قوس قزح " و علاقاته كما ذكرتها ب " المعمم بالثعبان " و " الثعلب الماكر ... و سوف نتحدث عن ودادية " السبتاوي " و الوكالة الحضرية و ملاعب القرب خاصة الملعب الذي يقع وراء الوكالة و طرق النهب والتزوير و قضية  (  P1) خاصة وراء الكلية .. و سأطوف بك بالإقليم و التنسيق في سرقة الأراضي السلالية و تحويلها إلى تجزيئات ... بمباركة هرم الدولة في الإقليم في إطار غياب التقارير و الكذب على ملك البلاد واستغلال القرابة مع وزراء  ...

                  نعم ، سيدتي لم أريد اطلاعك على كل شيء مع انعدام المحاسبة و هذه الهيمنة للفساد و الذي يضعف من هيبة الدولة ، لكني مضطر ...

" فاطمة الزهراء " : صمتنا طويلا و الغموض مرة اخرى يعود .. وأحسست أني حركت المواجع ... ثم توقفنا الكلام و بدوري توقفت عن التدوين ..إلى أن نلتقي في المرة المقبلة ...

أنا الراوي " ب . ح " : حقائق كما العادة مفزعة و خيالية كأننا أمام صورة الواقع .. و أمام هذا الخوف من كل شيء ، ننتظر من الأستاذة " فاطمة الزهراء " بعث لنا حلقة خامسة .. والى حين وصولها سنظل في حالة جمود و ارتباك و خوف على الوطن و هذا الجزء منه .