الدولة بالعرائش بيئة حاضنة للفساد:تفــــــــــاحة آدم..؟لماذا ؟ لماذا لا يردون الرحيل ويرفضون التغيير !

العرائش تيفي:

تفــــــــــاحة آدم..؟

بقلم : يونس القادري

تبقى كل القصص تحتفظ بغموضها وكل  من يحاول الغوص في معادلات فك طلاسمها يجد نفسه في متاهات قد تكلفه الكثير ،  فكلما إستغْور في تفاصيل مواقفها وحلل شخصياتها الرئيسية والثانوية ،كان منبوذا مهاجما فقط لأنه استقْرء  ما وراء المستور و استوعب الدال والمدلول.

لهذا تبقى القصص و الروايات التي يرويها البشر تنتقل قهرا  بين قوافل التشكيك والارتياب والإفتحاص ، لكن تبقى الحقيقة سرا في قلب من حاك خيوط وحروف القصة..

 نستوعب ونُقدر جميعا الآهات المخفية لمن اختاروا مضمون قصتهم انتصارا للإنسان والوطن  وراء ابتسامتهم الهادئة العاطفة على من هم حولنا ، رغم أنّ قصتنا قصة مدينة تكالب عليها "تماسيح البر والبحر وتجار السياسة والحقوق .."  كم هو جميل إذن  أن تشارك الآخرين أفراحهم وأنت تنزف خذلان وحصرة على مدينة  فقدت رونقا وسحرا لطالما أضاء عتمة ماضيها... انحني لعزة نَفسها المتعالية على الواقع ، قِصةُ مدينة تسيدها الذئاب..

أحداث هذه القصة هنا من وحي الخيال فقط و تماهيها مع موضوع ما يقع ضمن الخيال نفسه وـأي تشابه مع أحداث الواقع هو مجرد...

يُقال أنّ الإنسان لعنة نفسه ومحيطه فكلما تاه عنها قلّ توازنه وعقلانيته ، بهذا لزم العودة دائما لنقطة البداية من أجل طرح الأسئلة الإشكالية التي تشكل فصول القصة ، لماذا ؟ و كيف ؟ و متى ؟وغيرها الكثير ، لكن نكتفي بثلاث:

_ لماذا ؟ لماذا  لا يردون الرحيل ويرفضون التغيير ، عكس الواقع الذي يثبت  أنهم بجرم المشهود غَزو المال العام شمالا/جنوبا ، واستباحوا البحر والرمل و السلطة في شغور...  وأداروا  للمدينة ظهورهم وهي بقرتهم الحلوب

_كيف ؟ كيف تَصدروا المشهد العام ونصبوا أنفسهم أوصياء و ألهة على الأحزاب والسياسة والثقافة  ... يُلقبنا هذا بالمناضل أو المثقف... و داك بالعميل أو المعتوه .. كأنهم رجال دين القرون الوسطى ، يمتلكون صكوك الغفران يمنحوها لمن يدفع أكثر ،  فكل شيء عندهم للبيع حتى الشرف و المرؤة وأخواتها وأبناء عمومتها .. فانتماؤهم وعقيدتهم نضال مدر للدخل ، و ساستهم تجار تنمية عابرة للقارات ، سلعتهم التلاعب بمعاناة الناس وسوقهم نجس عامر بالخيانة و نهب و العهر و الدنائة والخسة...

_متى ؟ متى سننفض الغبار عن مطرقة العدالة لنحاكم ما وراء حدود تحالف السلطة والمال على مختلف ، أشكاله ، مصادره ، مشروعه ، وحرامه... 

وبهذا المعنى ما القول أو ما الجملة الصحيحة التي  نبوح بها جهرا  لهؤلاء الذين خذلونا غير ما مرة ، سوى قول محمود درويش:

أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم، وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا

واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا ما شئتم من صورٍ، كي تعرفوا

أنكم لن تعرفوا

كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء
انتهى.

فاللعنة عليكم أيها الأنجاس